" الرسالة الأخيرة : انتحار "
كثيرا ما أسأل نفسي عن سر تمسكي بك، ويؤسفني أني أعرف الإجابة ! إني
مثلي تماما لا شيء، وكل شبيه ينجذب لشبيهه، وإني صرت كارها للاشيء، وأريد
أن أنهي كل هذا العبث، وحدي كما كنت دوما.
" شفاف أم ميت ؟ "
هذا الصباح لم أجد من يقول لي صباح الخير! هل أنا شفاف لهذه الدرجة ؟ أم إنني ميت؟
" شكرا لاستجابتك طلبي "
إنك جميلة لدرجة لا توصف، صمتك مثلا يعيد تكويني من جديد لأني حينها
أنظر لعينيك، خصل شعرك الثائرة على جبينك، حبك لي كان هو بداية جنوني وزادك
في وهمي حسنا، فوضع شخص مثلي - لا شيء يميزه - في قلبي، تحظى أفكار
الفلاسفة المجنونة الأزلية.
مقتطف رواية رسائل ميت :
" رغبة ملحة في إنهاء حياتي، لا شيء يذكر يشجعني على استكمالها،
معشوقتي! امرأة خيالية صنعتها في وهمي، حتى رسائلي التمهيدية لها كانت قتلا
للأوقات العقيمة التي توقفت عن ولادة السعادة.
ها أنا ذا وحيد، لكن كيف لهذا العالم ألا يؤنسني؟! ما كل هذا الإنصراف الذي كان يكنه لي ؟َ! ألهذا الحدَ أنا لا أعني شيئا لأحدهم؟
إني لم أع بوحاشة ذاك العالم إلا حينما كبرت، ويا ليتني لم أكبر! الهموم
تدق عقلي دقا، الأحزان تهد قلبي هدا، الأعوام حطمت عظامي، صرت أطلالا.
فلأجل ما كان زورني فيما سيكون مرقدي، وإن كان سكوني سيريحكم، فسوف يكون قريبا.
واذكروا ذلك السؤال كثيرا قبل المجيء : أين كانت إنسانيتكم وأنا بينكم؟
وداعا يا شبه بشر، وأهلا بمن تركني لطعنات الحياة.
لولاكم ما عرفت سر نفسي، لولاكم لما عرفت أني فراغ في فراغ."
كتاب رسائل ميت PDF
من تأليف : يوسف الفرماوي
رسائل ميت - يوسف الفرماوى |
حمل كتاب رسائل ميت برابط مميز هنا
التعبيراتالتعبيرات