الأربعاء، 3 مايو 2017

رسالة شهيد جهاد مجدي

التصنيفات


رسالة شهيد
جلست في فراشها لتفتح تلك الرسالة التي اتت لتوها من حبيب عمرها توهمت ان ترى كلام الحب و الغرام الذي اعتادت عليه دوماً في كل رسائله ، لكن اقلقها بداية الرسالة و بدأت تقرأها بصوت داخلي مسموع :-
" حبيبتي ، لا اعلم لم الآن اكتب اليكِ تلك الكلمات اعتدتي دوماً في جميع رسائلي ان ابثكِ اشواقي و حبي و ان أبني معكِ احلامنا لكن اليوم لا اعلم لما تلك الكلمات هي التي احتلت قلبي و يجب
عليها بالاعدام و اذا سألتيني لما لم اترككِ ؟ او لما لم ابوح لكِ و اترك
البوح بها ، لانها ربما تكون اخر كلمات أخطها اليكِ و لا تسأليني عن السبب لان لا يعلمه سوى الله ، منذ ان احتللت قلبي و احتل معه محبسك يُمناي و انا اشعر ان قصتنا لن تكتمل و فرحتنا محكوم
لكن لدي شعور قوي ان الله يناديني و جنته في انتظاري ، و اذا حدث ذلك
لكِ الخيار سأعترف انني كنت انانياً و اردت ان احيا آخر ايامي معكِ ، اليوم اُسر الكثير من رفاقنا و اشعر ان دوري قريب جداً و لا اعلم وقتها هل ساُزف الى جنة الله ، ام سأنجو و اُزف الى جنتكِ على الارض
يصلك الخبر ان تنزعي محبسي من يدكِ و لا تحتفظي بها و لا تغلقي باب
فلا تحزني ، و اسمحي لي ان استزيد من حبك و انانيتي و اطلب منكِ بعض الامور . فاذا جاءكِ خبر زفافي الى المولى ارجو منك الا تحزني و تعلمي انكِ فقط خُلقتي للفرحة و امامك حياة طويلة لتعيشيها ، عديني فقط مجرد ان
وفرحته . و اطلب منكِ مرة اخري لا تحزني لفراقي ، لا تحزني لفراقي
قلبك امام شخص يحبكِ و انا على عِلم به ، و اول مولود لكِ اجعليه يحمل اسمي لا لشيء سوى ان تذكري من كان حبك له حياه . كما أرجو منكِ ان تظل اواصر الوِد دائمة بينكِ و بين امي فهي دائماً ما كانت تقول (احباء ابنائي احبائي ) و انتي لستِ فقط حبيبتي بل ايضاً مُهجة قلبي
انهت رسالته و طوتها في نفس اللحظة التي رن فيها الهاتف ليصلها خبر استشهاده ، فمسكت يُمناها و ضمتها الى قلبها ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة ممزوجة بدموع و نزعت من يدها محبسه الغالي .
لا تحزني لفراقي و ارسمي للفرحة طريقاً دائماً الى قلبك . لا اعلم هل اقول لكِ الى اللقاء أم وداعاً . حبيبك ." تمت ..
#جهاد_مجدي